الفنان عبد الرؤوف العجوري

الوجوه البرتقالية تعریة مؤثّرة، بلا خدع ولا زخرفة. فأنا أروي في الجسد والوجه قصة الكائنات التي تزاحم علیھا كونٌ مغلق لا یملك فیھ الزمن نفس المُدّة. كما أنّ ھذه الوجوه، المنغلقة في خصوصیاتھا، لا تسمح باللاّمبالاة، إنھا إمكانية سفر، تیه في أرض نُسجت بانفعالات یكون فیھا التنبؤ بالمسارات ضرباً من اللّمسات التصویریة. ضربا من اللّمسات التصویریة. خلال اللوحات، بھذا القدرة الكبیرة على التحكّم في الألوان، اقوم بإنماء الشخصیة، فھي تتمثّل حتى یبدو للناظر أنّھا تُجسّد ھشاشة ظاھرة لكني أعرف أیضاً كیف التلاعب بالسخریة معھا. سواء كانت وحیدة أو مجتمعة، فالوجوه والجسد تُبدي إغواء مكرا، وبحثا عن نظرة قد تؤكّد على وجود غد أكثر هدوء. فلا یھم إن كانوا أطفالا أو كبارا، لأنّ المادّة التي تكوّنھم مُداعِبةٌ ترتدي وضوحاً مصبوغة بورود برتقالیة، مظلّلة بالموف. وغالبا، كلمحة بصر تحث على المقاومة، یمسكون في أیدیھم، ما یبدو أنھا غنیمة، زھرة عتیقة ملوّنة بالأمل، كأنّھا تضيء وجوھھم.