المسارات البحثية

تفتقر المكتبات العربية للكتب التي توثق أو تسلط الضوء على المشهد التشكيلي في قطاع غزة، ربما بسبب غياب المختصين في مجال النقد الفني وأيضاً بسبب غياب دور النشر في تلك المنطقة، وقد يكون هناك أسباب قهرية مثل عزلة غزة السياسية من وراء الحصار الذي يفرضه الاحتلال. والتي بدورها منعت وصول المهتمين لمشاهدة التجارب التشكيلية ولقاء الفنانين وحوارهم والكتابة عن تجاربهم. مما جعل المشهد الفني التشكيلي في القطاع مقتصر على الإصدارات المطبوعة محلياُ مثل الكتيبات والنشرات معدودة الصفحات للمعارض الفردية والجماعية والتي غالباً ما تتضمن نصاً تقديمياً لتجربة الفنان من أحد الفنانين أو القيمين المطلعين على تجربة الفنان. إضافة إلى أن أغلب أعمال الفنانين لم تتح لها عمليات التوثيق إلا بصورة محدودة تمثلت في تغطيات صحفية.

سيقوم مشروع ملاذ الفن عبر رحلة بحثية 6 شهور سينضم بها مجموعة من الفنانين والباحثين  بتوجيه من قبل مشرف متخصص في بحوث الفنون سيقومون خلالها بالتدرب على منهجيات البحث الفني وجمع المعلومات والبيانات التي ترصد الحركة الفنية والمشهد التشكيلي الفلسطيني عبر عمل بحثي ممنهج.

تطوير مكتبة متخصصة في مجالات الفنون بشكل عام والفنون البصرية بشكل خاص، تعد مطلب للمهتمين والباحثين والدارسين لمساقات ومجالات الفنون في قطاع غزة. هناك حاجة كبيرة وتعطش لقراءة المفاهيم والقضايا المعاصرة المعالجة فنياً، والتي لا تتوفر الا من خلال زيارة المتاحف دولياُ او من خلال كتب واصدارات متاحة للبيع على متاجر محددة. حيث يفتقر قطاع غزة للمصادر والمراجع الفنية المعاصرة وحتى مراجع تاريخ الفن، ومن هنا خصص جاليري “التقاء” مكتبة صغيرة ضمت حوالي مائتي كتاب وكتيب، وهي من مجموعات فناني التقاء الخاصة ومجموعة متبرع بها من عدة جهات (مؤسسة عبد المحسن القطان، مؤسسة Glazza) ولكنها غير كافية، فهناك إصدارات كثيرة وحديثة وهي مقصد الكثيرين من الفنانين الباحثين والمطلعين. يظهر هنا هدف اهمية الحصول على تلك المصادر واتاحتها للجمهور في قطاع غزة.

 يهدف مشروع ملاذ الفن، ولاسيما مكتبته، إلى تقديم مكان يتيح تداخل العقول والممارسات الأدبية والفنية لتحفيز تدفق دائم للأفكار والمشاريع وإنشاء منصة مفتوحة بلغة محددة، لأجل النقاش، والتأمل، وإجراء المناظرات، وبحث مواضيع برنامج الفنون المعاصرة، حيث يهدف المشروع لتأسيس مكتبة ثرية بالمراجع والمصادر الهامة التي تخدم شتى مجالات الفنون وتخدم الباحثين والدارسين.

حيث يأتي مشروع المكتبة المعاصرة (ذاكرة لم تكتمل) كأستوديو للأبحاث على شكل قاعة قراءة، ومساحة للعمل البحثي مفتوحة للعامة، ومقدمة للمجموعة المتنامية من الكتب الفنية والثقافية في المكتبة. واستجابة لهذه القائمة من الكتب، ستقام مجموعات للقراءة والتبادل الفكري، كما سيطلب من بعض الفنانين قيادة وتقديم جلسات جماعية باللغتين الإنكليزية والعربية، اعتماداً على قراءات مختارة من مكتبة (ذاكرة لم تكتمل)، والدعوة ستكون عامة للجميع للتسجيل والمشاركة، من خلال تلك المكتبة المتخصصة تكمن قيمة معرفية من خلال الاطلاع على محتوى الكتب المعاصرة، والتفاعل من خلال جلسات حوارات الفن مع فنانين أصحاب تجارب هامة، الاكتساب والتزود بالمعرفة من خلال لقاءات التثقيف الفني وتاريخ الفنون. خلال مرحلة التنفيذ سيتم اعداد قائمة مفصلة بالكتب والمراجع والمجلات الفنية العربية والعالمية المطلوبة وتأثيث وتجهيز فضاء المكتبة.

يعمل هذا النموذج على المساهمة في بناء جيل واعي فنياً من خلال تطوير قدراته على قراءة الأشياء والمواقف والتعبير عنها فنياً كل بطريقته، هذا النموذج يحرّض على التحرر من قيود تعيق عفويته ويعطيهم الدافع والحافز للاستمرار وإعطاء المزيد لفنهم.

تفاصيل الإعلان

لطلب المساعدة والإستفسار يرجى التواصل من خلال البريد الإلكتروني: art.shelter@eltiqa.com